يظل البحث العلمي افضل فرص التعلم والتعليم ، وابرز الأدوات والوسائل العلمية في تقصّي الحقائق ، واكتساب المعرفة ، والوقوف على احدث ما يستجد في حقول المعرفة المتخصصة، ولم يعد هذا المجال متطلبًا لطلبة المدارس والجامعات ، وللمعلمين ولاعضاء هيئات التدريس في الجامعات فحسب ، لا بل اصبح يعدُّ احد ابرز متطلبات الحياة المعاصرة ، ويذهب بعضهم الى اعتباره احد اهم المهارات الحياتية على الاطلاق ، وذلك في ظل الثورة المعرفية في مجالات الحياة كافة ، إذ لا غنى لأيٍّ من اصحاب المهن والصناعات والشركات من ممارسة اساليب ومناهج البحث العلميالمختلفة ، لاغراض الاكتشاف ، والتحقق والتقويم ، وصناعة المعرفة و وتوظيفها من اجل تحسين الحياة الخاصة، والعامة ، والارتقاء بها كمًّا ونوعًا . من هنا وجب النظر الى هذا المجال بابعاده النظرية والعملية والتطبيقية على انها المكمل لاي مجال من مجالات المعرفة الانسانية سواء اكانت ادبية ام علمية. ام تقنية ، وارى انه لابد ان يجري التعامل معه ، من طرف القائمين على انظمة التعليم العام والجامعي على انه متطلب محوري رئيس ، ولابد ان يكون منهاجًا مقرر للطلبة عبر مراحل التعليم المختلفة ، وان لا ينظر اليه على انه نشاط مكمل لاي من المناهج والموضوعات الدراسية .
فإلمام المتعلم بالمعرفة النظرية للبحث ومبادئه ونظرياته ومناهجه وتطبيقاته يجب ان لا تختلف عن الالمام بالمفاهيم والقواعد الخاصة باي من مناهج العلوم والرياضيات واللغة والاجتماعيات ، او اي مادة من المواد الدراسية ضمن خطط الدراسة الجامعيةُ،
ولما كانت الابحاث والدراسات تعد من الباحثين في ضوء اغراض واهداف محددة ، فإنه لابد ان يدرس الباحث جيدًا مدى استجابة البحث الذي يقوم بإعداده من حيث الموضوع، والمشكلة ، والاجراءات ، والنتائج المنتظرة في تكامل وارتباط كبير مع الاهداف المتوخاة منه، وهذا يظهر جليًا لدى الباحث في مرحلة التخطيط والدراسة وتحديد موضوع البحث في صورة دقيقة، وفق معايير تحديد مشكلة البحث . وتعدُّ هذه الخطوة مهمة في نجاح الطالب والمشرف الاكاديمي ان كان البحث لمستوى طلبة الدراسات العليا في هذه المرحلة الاولية، و هو لا شكَّ مؤشر علىى نجاح البحث ،وعلى فاعليته وارتباطه بالاهداف المتوخاة، وانا أؤكد لطلبة الدراسات العليا، ولزملائي اعضاء هيئة التدريس في الجامعات ، وجوب اعطاء مزيد من الاهتمام في البحث والتقصي للاطلاع على الجديد في مجال وموضوع البحث للوقوف على ما تضمنه الادب السابقون افكار وتصورات ومعالجات ، لكي لا يكرر ما قاله الاخرون وما توصل اليه الباحثون من قبله من نتائج ، وبذلك يتمكن من اختيار موضوعه بدقة مراعيافي ذلك معايير الاصالة والجدة، والحداثة ، والاهمية، والنوعية، والتاكد من انه يتناول موضوعًا غير مطروق من الباحثين من قبل او يتناول جانبًا غير مطروق من جوانب البحث المستهدف لاعطاء قيمة علمية لعمله البحثي ؛ الذي بصدد القيام به بغرض تلبية حاجته او بلوغ غرضه من البحث .
Prof. Nusr Hamdan Ali
Columbus, Ohio, USA