الرئيسية / Uncategorized / الوعي باستعمال للغة عبر المواقف المختلفة

الوعي باستعمال للغة عبر المواقف المختلفة

…اللغة اداة تعبير ،ويتوقف فاعليتها وقدرتها على الافصاح على مدى تمكن الكاتب والقاريء من استخدامها لفظًا ودلالة واسلوبًا، ولا يجوز استخدامها كعادات سلوكية بعيدًا عن الوعي بها  ، اذ إن اي تغيير في بنية الكلمة، لابد ان يصاحبه تغيير في الدلالة، فكثيرا ما نقع في الاستخدام الخطأ ونحن نظن بانه صواب . فمثال ذلك ، تسأل احدهم :كيف حالك؟ فيجيبك فورًا ، الحمد لله، وكانها الاجابة المستهدفة، وهو تعبير خطأ من حيث مبناه ومعناه ، فما علاقة الحمدلله  ببيان كيفية الحال للسائل؟ وقد يجيبك آخر فيقول : بخير  . وهي اجابة  كذلك غير محددة وغير مرتبطة  بالمثير او السؤال، ونتيجة تكرار هذا الاستعمال، وإقرار المتلقي للإجابة الخطأ، يصبح التعبير الخطأ مألوفًا لدى كل من طرفي التواصل ، ومقبولا ودارجًا . وهذا يدل على توظيف تعلم اللغةًالمتوفر لم يصاحبه تفكيرٌ دقيق، ووعي بمدى الارتباط بين المثير والاستجابة، وتقدير مدى سلامة التعبير وصحته. ولذا لابد من الاهتمام باستعمال اللغة لفظا ، وكتابة ودلالة  بصورتها الصحيحة المصحوبة بوعي المرسل والمتلقي  للوحدات اللغوية المستخدمة و/او المتلقاة ، وبمدى ملاءمة اسلوب او اساليب  التعبير المعتمدة  ، إذ إنَّ صحة استعمال اللغة في مواقف التواصل ، والشرح والتوضيح يتطلب إعمال الذهن بصورة نشطة ، والوعي التام  الذي يتمثل في التنسيق المقصود بين حواس الانسان العاملة ،  وقدرته على التفكير الواعي بموقف التعبير او الاستيعاب المستهدف، وارى ان هذا هو احد ابرز مؤشرات  كفاءةً التعبير،  والتمكن من  دقة استعمال اللغة ، بما يتفق والسياق ، وطبيعة الهدف ، وحال المتلقين، ومستوى المامهمً بقواعد اللغةًالمستخدمة، وبأنماط واساليب توظيفها في المواقف الحياتية المختلفة .ولعلّ في ذلك ما يدعو الى ضرورة اهتمام معلمي اللغة العربية  بتدريب طلبتهم على ممارسة اساليب  التقويم الذاتي في اثناء التعامل مع مواقف التعبير الكتابي ، والشفوي من ناحية ، وفي اثناء ممارسة القراءة والاستماع لبلوغ  مستوى الاستيعاب  المحدد من المقروء او المسموع المستهدف، وكيفية توظيف القرائن اللفظية والسياقية، وكذلك الخصائص  النصية للنص ،  لانجاز اية عملية لغوية بصورة صحيحة ، وفصيحة،  سواء اكانت  العملية انتاجية أم كانت استيعابية. ومتابعة الاداءات اللغوية  لطلبتهم بصورة عملية ومباشرة في  تقويم مدى سلامة استعمالهم  للغةً في مواقف التدريس المختلفة. وبهذا نكون قد اسهمنا في تحرير  الطلبة من استعمال لغتهم بصورة غير صحيحة .

كولمبس، اوهايو ، امريكا، 22/7/202

ا. د حمدان علي نصر – استاذ مناهج اللغةًالعربية وتدريسها

عن Arab Council For Gifted