يبارك المجلس العربي للفائزين ويتطلع لإقامة المزيد من الأعمال التي تحتضن مواهب شبابنا وإبداعاتهم
مجال الأدب
الفائزة في المركز الأول في مجال الأدب
رنيم الزعبي من الجمهورية العربية السورية
المشاركة
قصة قصيرة بعنوان ( المفتاح)
حنين أبو مفتاح … قالتْ المعلمةُ ،وانهالتْ ضحكاتُ الطلاب مدويةً ، فاللقبُ ( أبو مفتاح) كان مدعاةً لضحكهم بينما نظرتْ إليهم حنينُ نظرةَ لومٍ وعتبٍ . وضعتُ يدي على كتفها وقلتُ لها لاعليك يا صديقتي دعيهم وشأنَهم . – هل أنت فلسطينيةٌ … سألتْ المعلمةُ – نعم من جينين …أجابت حنين – أهلاً وسهلاً بك في مدرستنا يا حنين … قالت المعلمة مرحبةً بها . رحبتُ بها أنا أيضاً وعرّفتها عن نفسي فنحنُ نتشاركُ المدرسةَ وقاعةَ الصفّ ومقعدَ الدراسة أيضاً . رنّ الجرسُ وخرجنا إلى الباحة فرافقتُها لأعرّفَها على مَرافق المدرسة ، لكنّ شيئاً ما في عينيها كان يثيرُ فضولي أجّلتُ تساؤلاتي إلى وقتٍ آخرَ….. مضى اليومُ سريعاً ورنّ جرسُ العودة إلى المنزل . كنتُ سعيدةً بها ورافقتُها في طريق العودة حتى وصلتْ إلى منزلها ، جدُّها التسعيني كان جالساً أمام الباب وبيده سُبَّحةٌ تصدرُ حباتُها طقطقةً كالحصى عندما تدهسها عجلةُ دراجتي . ودّعتُها على أمل الّلقاء بها غداً وقبلَ أن تدورَ عجلةُ درّاجتي لمحتُ مفتاحاً مربوطاً بطرف كوفية الجد وداهمني التساؤلُ مجدَّداً… هل يا ترى لهذا المفتاح علاقةٌ بلقب عائلة حنين ( أبو مفتاح )؟؟؟ وتابعتُ المسيرَ بدراجتي وكلما دارتْ عجلتُها دورةً داهمني تساؤلٌ آخر…. لماذا تركوا فلسطين ؟؟…لماذا أتوا إلى هنا؟؟ هل سيعودون الى جينين ؟؟؟…أم سيبقون هنا ؟….. أم سيرحلون إلى مكان آخر؟؟؟….. متى يأتي غداً كي أسألها عن كل ذلك ؟. أطلَّ الصباحُ يحملُ لي حقائبَ التساؤلات الكثيرة وأنا في طريقي مسرعة إلى المدرسة كي ألتقيَ بحنين… لم أرها في الاجتماع الصباحي !! …انتظرتُها داخلَ الصفّ ، لقد تأخرتْ كثيراً ولمْ أعُدْ قادرةً على الصبر أكثرَ مضتْ الحصّةُ الأولى ولمّا تأتِ حنينُ ومضتْ كلُّ الحصصِ ولم تأتِ حنينُ .. رنَّ جرسُ العودةِ إلى المنزلِ وانطلقتُ أسابقُ الريحَ متوجهةً إلى منزل حنين وعندَ البابِ كان يجلسُ جدُّها كأنه لم يتحركْ من مكانهِ منذُ الأمسِ كان رُغم أعوامهِ التسعين صامداً كصخرةٍ صمَّاء . – مرحباً يا جدي , ألقيتُ التحيةَ – أهلاً وسهلاً يا إبنتي أجاب بصوتٍ مرتجفٍ – أين حنينُ ؟؟ سألتُ ونادى بصوتهِ المرتجفِ : تعالي يا حنينُ صديقتك تريدُ رؤيتَك وأطلّتْ حنينُ بظفيرتين شقراوين ووجههٍ مستديرٍ وعينين واسعتين .. ما يزالُ المجهولُ غارقاً فيهما ….. – أهلاً بك تفضّلي قالت وإبتسامتها أبلغُ من كلماتها – لنجلسْ هُنا سيكون أفضل … وأفسح َجدُّها لنا مكاناً لنجلسَ والمفتاحُ المعلَّقُ في كوفيته يتأرجحُ على صدرهِ لكنّهُ مربوطٌ بقوةٍ …. – متى ستعودين إلى جينين ؟ ولماذا تغيبتِ عن المدرسة ؟!ولماذا تركتم ضيعتكم ؟ – نظرتْ إليَّ بحيرةٍ واخترقَ صوتُ جدِّها سكونَ اللحظةِ لم نتركْها بإرادتنا يابنتي ولا نعلمُ متى سنعودُ لكننا حملناها معنا ولم تغادرْنا لحظةً واحدةً ، كانت إجابتُه غيرَ واضحةٍ بالنسبةِ لي فسألتُه هل الصهاينةُ همُ السببُ وبدمعةٍ تعرَّجتْ مع تجاعيدِ وجههِ أجابني : – بل الصهاينةُ والعربُ وكلُّ العالمِ همُ السببُ ودون أن أشعرَ وضعتُ يدي على يدهِ وقلتُ : – لا تبكِ يا جدّي ستعودون إن شاءَ اللهُ … رفعَ طرفَ كوفيتهِ مشيراً إلى المفتاحِ القديمِ – هذا مفتاحُ منزلنا فهلْ يا ترى سأجدُ القفلَ والبابَ والبيارةَ ؟ لم يبقَ من العمرِ أكثرُ مما مضى وستحملُ حنينُ هذا المفتاحَ من بعدي فبدونه لنْ يُفتحَ البابُ….. هذه الكلمات تذكّرتُها وأنا أغادرُ منزلي رغماً عني تحتَ وطأةِ البراميلِ والقذائفِ ، أقفلتُ البابَ وربطتُ المفتاحَ بطرفِ شالي ومضيتُ ……. – مضتْ تسعُ سنواتٍ والمفتاحُ مازالَ مربوطاً بشالي فهل يا ترى سيصبحُ لقبي الجديد ( أمّ مفتاح ) السورية ؟؟! ……………………………………………………….
( رأسي الصغير هو السبب)
أنا لست وحيداً…. أعلم أن الله معي؛ و أعلم أن يداً تلمسني و تخفف عني كلما ألم الحزن بي…. أنت يد الله التي تكفيني عن كل شيء…. أعلم أنني السبب في ما أنت فيه… و لكني عاجز حتى عن لوم نفسي… عاجز عن مسح دمعتك الساخنة كلما هملت على خديك الجميلين… اعذريني فلست قوياً بما يكفي لمواجهة تحدياتي….. لست طفلاً عادياً يركض في فناء البيت و يكسر آنية الزهور فتحضنيني كي لا أخاف من عقوبتك اللطيفة… ليتني أحسن تنسيق أشيائي و ترتيب غرفتي؛ ليتني أستطيع النهوض و حمل همومي عن كاهلك… أعتذر إن كان الاعتذار منك يرضيك و يمحو عن وجهك ملامح الحزن التي عبثت به… ليتني أستطيع التعبير لك عن خواطري و مكنونات نفسي… أنا أصلا لم أستطع فهم نفسي حتى الآن و كل ما أقوم به خارج عن إرادتي، ترى هل رأسي الصغير هو السبب؟! لا أدري … همي الوحيد هو المرح و فعل أشياء ترضيني لكنها على ما يبدو لا ترضيك….. أرفرف بيدي مراراً و تكراراً لأطير إلى السماء و أغادر عالمي المحدود في غرفة كئيبة ليس فيها من الفرح سوى عينيك ببريقهما الخافت سآخذ عينيك معي إلى السماء و أغفو فيهما إلى الأبد….. _ هيا يا حبيبي حان موعد خروجنا من المنزل سأصحبك إلى الحديقة و أطوف بك أرجاء المدينة و لكن كن لطيفاً هادئاً و لا تزعج أحداً… و سأشتري لك رقائق البطاطا و ( البوظة) التي تحبها ….. آه لو تعلمين كم أسافر كل يوم على بساط أحلامي و أحلق فوق المدائن كلها في عالم لا يعرف الحدود و لا النهايات…… آه لو أستطيع اصطحابك معي و لو مرة واحدة دون أن تمسحي عن ثيابي ( البوظة) الذائبة ….. _ ساعدني في الجلوس على الكرسي فما عدت كما كنت و أنت أيضاً كبرت و أصبحت يافعاً لكنك بالنسبة إلي ستبقى طفلي المدلل مرحباً بالنور… مرحباً بصوت العصافير… مرحباً بالشوارع المزدحمة…. مرحباً بكل ما هو جميل… سأرفرف الآن و أحاول الطيران مجدداً… و سأحاول التعبير عن فرحي بكلمات على طريقتي التي لا يفهمها سواك…. تدور عجلات الكرسي مصدرة صريراً يشبه موسيقى الكمان الناشز…. و يصحبها صوتك الذي يرقص به الفؤاد طرباً….. _ هنا يعمل والدك…. إنه هناك يخلط الرمل و الاسمنت سيسعد برؤيتنا، سنلقي التحية عليه و نتابع جولتنا.. _ ربيعة… ما الذي أتى بكما إلى هنا ؟! _ خرجنا في جولتنا المعتادة و سنعود الى المنزل قبل عودتك…. سأصنع لك طبق البطاطا بالزيت و البصل كما تحبه… انحنى و قبلني فأمسكت به و كدت أمزق قميصه الملطخ بالاسمنت و الرمل _ كيف حال عصفوري الصغير؟!… دعني أذهب إلى عملي و استمتع بجولتك و سنلتقي عند المساء إن شاء الله…. و سأدغدغ قدميك هاتين حتى تموت من الضحك… و سأرشك بالماء و لن تستطيع الهرب…. أحس دائماً بحرقة قلبه عليّ و بكبده الحرى لما أنا فيه و أعلم أنه يخفي الكثير خلف ابتسامته تلك أنا بانتظارك يا أبي فلا تتأخر سأشتاق إليك كثيراً يالتلك الروح المعذبة…. كيف لهذا الجسد أن يحتويها و يروضها؟! و كيف لتلك الخيوط البيضاء أن تتحكم بكل خلية في هذا الجسد؟! و كيف لي أن أضحك عندما يجب البكاء و كيف لي أن أصرخ في هدأة الليل عندما يلذ النوم و كيف لي أن أرسم ابتسامة من القلب و نظرةٌ من الشفقة تحبس خلفها دمعة ساخنة….. و تدور عجلة الكرسي من جديد و تدور و تدور حتى انتهت الجولة بكل مافيها و عدنا إلى المنزل و تحديداً إلى تلك الغرفة ذات السقف الأبيض و الذي يتدلى في وسطه مصباح يقشع سواد الظلمة و يؤنس وحشة الوحدة…. بيني و بين هذا المصباح حكايا و أحاديث كثيرة… لا يتذمر من صوتي العالي.. و لا يضجر من طول أحاديثي و لا يسخر من سخافة قصصي و أفكاري و لا يبكي عندما أصرخ في وجهه … هو يوافقني دائماً في كل ما أقول وفيٌّ لدرجة أني أخبره بكل أسراري أنا لست وحيداً كما قلت لكم، و لم أشعر يوماً بما تشعرون لكني أعيش على بساط من الرحمة و في خليط من المشاعر…. أمي تراني في أحلامها طفلاً سليماً، و تقول إننا تبادلنا الأحاديث و الضحكات و ركضنا في بستان أخضر يمتد حتى ما لا نهاية، و والدي أيضاً رآني ذات مرة ألعب بطائرتي الورقية… و أنا رأيتهما ذات حلمٍ يجلسان متكئين تحت شجرة وارفة الظلال و السرور بادٍ عليهما، و كنت أطوف عليهما بما لذ و طاب من طعام و شراب… لكني لم أخبرهما حتى الآن بما رأيت… أنا الآن بانتظارهما هناك تحت تلك الشجرة، ستكون مفاجأةً رائعة لهما، و سيسعدان برؤيتي أتحكم بأطرافي و أركض و ألعب و أتكلم و أشعر و أتناول الطعام وحدي و لا ألوث ملابسي عندما أتناول ( البوظة) و أرتب أشيائي بكل أناقة…. و لكني وحيد دونهما، وحيد دون تلك اليد التي تلمسني، وحيد دون دغدغة قدميّ…. ليس هناك أجمل من أن يتحقق ذلك الحلم… ما زلت أنتظر قدومهما بلهفة، ففي رأسي الصغير كثير من الأشياء التي سأخبرهما بها….
رنيم علي الزعبي
________________________________________________________
الفائز في المركز الثاني في مجال الأدب
مصطفى عبد الحي من الجمهورية العراقية
________________________________________________________
مجال الفنون
الفائزة في المركز الأول في مجال الفنون
يارا باروم من المملكة العربية السعودية
المشاركة
FullSizeRender – Yara Baroum
____________________________________________________
الفائزة في المركز الثاني في مجال الفنون
نرمين مازن العقيل من المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركة
___________________________________________________
مجال الإبداع الرقمي والمعلوماتية والروبوت
الفائز في المركز الأول في مجال الإبداع الرقمي والمعلوماتية والروبوت
علي الدين أحمد من الجمهورية العراقية
المشاركة
__________________________________________________
الفائز في المركز الثاني في مجال الإبداع الرقمي والمعلوماتية والروبوت
أحمد صالح مهدي حسين من الجمهورية العراقية
المشاركة
____________________________________________
مجال العلوم
الفائز في المركز الأول في مجال العلوم
طه رسول إبراهيم الزبيدي من الجمهورية العراقية
المشاركة
________________________________________________
الفائزة في المركز الثاني في مجال العلوم
نرجس خالد الأعرجي من الجمهورية العراقية
المشاركة