مكتبة
يعد قطاع الثقافة من أهم القطاعات التي تحتاج الى التطوير و الترقية من أجل دعم التنمية الشاملة
لما له من دور بارز في نشر العلم و الوعي الفكري و ترقية السلوك و الذوق الفني لأفراد المجتمع
و التعطش الى الثقافة غير محصور بنوع من المعرفة و إنما هو عام و يشمل العديد من فروعّ المعرفة
والعلم و يتمشى انتشار الثقافة طردا و عكسا مع تقدم الأمة أو تأخرها .
الثقافة كما هو معروف لا تأتي إلا بالتعلم و الكتاب وسيلة لها و المكتبات العامة مفتاح و منطلق للتزود منه،
فهذه الأخيرة من أهم الأدوات التي يمكن الاستعانة بها في نشر الثقافة بين أفراد المجتمع لما تقتنيه
من كتب و مطبوعات تعين على كسب المعرفة و تمكن من الاتصال دوما بمصادر الفكر و الثقافة،
و الإلمام بما يحيط من معارف و ما تركه الأسلاف من تراث و تجارب و ما تجري عليه أمور العالم الذي نعيش فيه،
و كذلك تقديم المعلومات اللازمة عن الاحتياجات و الاتجاهات الفكرية المعاصرة،
لأنه لا يمكن للشخص المثقف أن يقوم بدوره الاجتماعي كانسان متحضر إذا إلا كان على صلة و إطلاع مستمر على الأحوال المحلية و الدولية،
فلا بد له في هذه الحالة من الاستعانة بالكتب و المطبوعات التي تثري معارفه و عليه فان المكتبة العامة
هي الوعاء الذي يستطيع أن ينهل منه المتعلم الخبرة و المعرفة الإنسانية .
فالمكتبة مؤسسة ثقافية و تثقيفية يحفظ فيها تراث الأمة الثقافي و الحضاري،
و تعمل على تربية جيل مثقف و واع قادر على تحمل المسئولية في المستقبل،
كون أنها من المؤسسات ال اه مة التي تنشئها الدولة لتتولى المساهمة في تربية و تعليم و تثقيف
أفراد المجتمع من شباب و أطفال و كبار، و إثراء فكر الباحثين فهي جهة التنمية الثقافية بمعناها العام .
و في ظل هذا العصر الذي نعيشه وهو ما يعرف بالانفجار ألمعلوماتي و المعرفي أصبح وجود المكتبة العامة ضرورة أساسية لا غنى عنها،
الأمر الذي يستلزم معه مواكبة متطلبات هذا العصر من خلال الاهتمام أكثر بإنشاء مكتبات عامة تعمل على جذب القراء و محبي الاستطلاع و الاكتشاف ،
و توفير لهم المواد التي تجعلهم على مستوى المتغيرات الحاصلة،
و بهذا المعنى تكون المكتبة العامة من أهم الوسائل التي تعين على نشر المعرفة و الارتقاء بمستوى الفن و الثقافة في المجتمع
2016-04-12