في كتابه الجديد “Superbosses” يصف سيدني فنكلستين، أستاذ في كليّة دارتموث، في نيوهامبشير بالولايات المتحدة، فئة من القادة الذين يتغذّون ويستمتعون في مساعدة الآخرين لينجحوا أيضاً في حياتهم المهنية. ويقول عن أولئك القادة أو المديرين المذهلين أنهم يضعون قواعد غير اعتيادية لتوظيف الأشخاص ذوي المواهب الاستثنائية. ويعلّق وفق موقع Business Insider بأن الكفاية المطلوبة في شركات هؤلاء القادة هي الذكاء الشديد قبل أي شيء آخر.
يستشهد الأستاذ فنكلستين بمثال عن لاري إليسون، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي السابق لشركة “أوراكل”، ليوضح نهج إليسون في تحديد المرشحين الأذكياء بشكل لا يصدّق والسؤال الفخ الذي كان يستخدمه. معتمداً على ما رواه مايك ويلسون في كتابه “الفرق بين الله ولاري إليسون”، إذ ذكر الكاتب حادثة رواها روجر بامفورد، مهندس سابق في شركة “أوراكل”، حيث كان إليسون يعطي تعليماته في كيفية توظيف المرشّحين الجدد، طالباً من مديري التوظيف لديه بطرح السؤال التالي على المرشحّين والخريجين الجدد: “هل أنت أذكى شخص تعرفه في حياتك”؟.
وإليكم كيف يتمّ قبول المرشّح الأذكى إلى الوظيفة وفق جوابه على السؤال. فإذا أجاب مقدّم الطلب “نعم، أنا أذكى شخص عرفته في حياتي”، يتمّ قبوله فوراً. أما إذا أجاب بـ”لا”، فيطرح عليه سؤال لاحق: “إذاً من هو هذا الشخص؟”، وذلك بهدف مقابلته من أجل الوظيفة لأنهم يريدون الأذكياء بينهم فقط.
يتضّح من خلال هذا النهج، أن إليسون ربما استطاع توظيف ناس متعجرفين أكثر مما هم أذكياء. لكن هذه الرواية توضح أحد الفوارق الرئيسية بين المديري العاديين والقادة العظام.
وفقاً لفنكلستين، فإن المديرين العاديين لا يريدون توظيف الأشخاص الموهوبين لأنهم يشعرون بأنهم مهدّدون من قبلهم وقد يكونون أفضل منهم. في حين أن المديرين العظيمين والواثقين في قدراتهم لا داعي لأن يقلقوا من منافسة موظف لهم.
في الواقع، إن أفضل المديرين يرغبون في توظيف الناس الأكثر ذكاء منهم لأنهم يستفزونهم للعثور على الأفكار والحلول الفضلى للمشاكل. ليس على المديرين بالضرورة أن يفعلوا ما يفعله إليسون،
لكن عليهم أن يكونوا أكثر استعداداً لدمج أفضل المواهب في شركاتهم دون خوف من أن يحجبوا عنهم الأضواء.
منقول: جريدة النهار