«البحث والتطوير والابتكار» كانت تلك الأهداف الأساسية التي سعى لها هؤلاء الشباب للالتزام بها اثناء تنفيذهم أفكارهم التنموية ومبادرتهم المتعلقة بمجال الطاقة المتجددة وبالتحديد الطاقة الشمسية.
فمن خلال البحث عن حلول فعالة ومبتكرة لمشكلات المزارع البعيدة عن نطاق خدمات الشبكات الحكومية استطاع احمد زهران وفريق من الشباب أن يبدعوا ويطوروا العديد من النماذج الناجحة في تكنولوجيا استغلال الطاقة الشمسية في مجال الرى، واستطاعوا خلال خمس سنوات أن يفوزوا بعقود بيع الكهرباء للحكومة وايضا للقطاع الخاص، أما الأهم فهو حصولهم أخيرا على براءة اختراع تقنية جديدة لتحسين ضخ مياه الآبار العميقة بالطاقة الشمسية تقلل من تكلفة اجهزة ضخ المياه باستخدام الطاقة الشمسية، وهو اختراع مصري بمكونات محلية. ويوضح زهران: عندما بدأنا العمل على تنفيذ أفكارنا كانت جميع المكونات المتاحة في السوق المحلية هي منتجات مستوردة سواء البرامج أو الاجهزة فكنا نضطر «لتكييف» القطع وفقا لاحتياجاتنا وهو ما كان يمثل إهدارا للأموال والامكانات ولذ قررنا أن نبتكر حلا جديدا واستطعنا خلال زمن قياسي أن نطور الاختراع في معامل المانيا ونحصل على براءة الاختراع للتقنية التي يطلق عليها «خوارزمیة تتبع نقطة الطاقة القصوى» أو water drive» وتكمل المهندسة راندا فهمي المسئولة عن البحث والتطوير الشرح موضحة: «التقنية تعمل على تحسين ضخ مياه الآبار وتعمل على جهاز يضم لوحة تحكم كاملة في الابار الموجودة داخل اي مزرعه وتتوافر بالجهاز بطارية مما يتيح استمرارية عملية ضخ المياه وعدم تأثرها بالتغيرات المناخية التي قد تؤثر بدورها على الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية والأهم أن المكونات محلية الصنع مما يقلل التكلفة بشكل كبير»
لم يتوقف إبداع الشباب على حدود تكنولوجيا الري فتوالت الأفكار في كافة الاتجاهات، فبعد البدء في تنفيذ مشاريعهم في الواحات البحرية وصحراء البحر الأحمر قرروا ضرورة وجود مقر دائم لهم بالقرب من تلك المحطات للمتابعه والصيانة ولكن هل سيتم بناء مجموعة من المباني التقليدية؟ كان القرار هو بناء منازل تتماشى مع اهدافهم الاساسية وهي البحث والتطوير والابتكار فتم العمل على تصاميم هندسية بديلة للشكل التقليدي لتوفير الطاقة وتستغل الموارد المتاحه في مكان البناء وتتناغم مع التراث المصري، فتعاونوا مع مصممة المجوهرات العالمية عزة فهمي بغرض تقديم نماذج مبتكرة للمنازل بل وللخلايا الشمسية نفسها، فلاول مرة وبأيد مصرية تم تصميم حوامل خاصة للخلايا الشمسية لتضيف عليها لمسه من الجمال والفن للمنازل الحديثة. واتسعت دائرة الأهداف التنموية لأحمد زهران وفريقه لتمتد للتنمية العمرانية ويقول: «من أهم الموارد في مصر والتي لا ينظر لها احد هي الهجرة الداخلية ولكن ليس للقاهرة والإسكندرية فهدفنا أن نجذب المواطنين ورواد الأعمال الشباب من مختلف محافظات مصر وايضا من العالم للمناطق الجديدة فتم التعاون مع إحدى شركات التنمية العقارية بسهل حثيث لبناء مقار للشركات الناشئة بمفهوم البناء الحديث حيث تتوافر في تلك المدن شبكة طرق جيدة واتصال بالانترنت وهو ما يحتاجه أي مشروع جديد ليبدأ» ويضيف : «قد تصادفنا مشكلة واحدة وهي مياة الشرب وربما نعمل في الفترة المقبلة على ابتكار حلول جديدة لتحلية مياة البحر بأستخدام الطاقة الشمسية».