نجحت الأكاديمية بجامعة الطائف، الدكتورة سارة بنت محمد البقمي، في إظهار اختراع حيوي يتعلق باستخدام التقنيات الجزيئية المتقدمة للمساعدة في معالجة أمراض المناعة الذاتية المنتشرة في المملكة العربية السعودية، وقد نالت شهادة براءة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST) على اختراعها الذي حمل عنوان “تحوير بروتين ما قبل الارتباط PLAD في مستقبل عامل نخر الورم TNFR1”.
وأوضحت الدكتورة سارة بأن الاختراع يختص بالمجال الطبي وذلك من خلال تحوير بروتين PLAD في مستقبلات عامل نخر الورم TNFR ليصبح عقاراً طبياً حديثاً أكثر تخصصاً وفعالية، وأضافت أنه بعد التحوير سوف يستطيع هذا البروتين الانجذاب والارتباط بشكلٍ قوي وسريع ومتخصص مع بروتينات مستقبلات عامل نخر الورم من النوع الأول الموجودة على سطح الخلية، وبالتالي يساهم في وقف النشاط غير المرغوب فيه لهذه المستقبلات والمتمثل في الموت المبرمج أو حدوث التهابات.
وبينت عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف أن فكرة الاختراع بدأت تتبلور لديها في الفترة الأخيرة من مرحلة الدكتوراه، حيث كانت مبتعثة من قبل جامعة الطائف إلى جامعة نوتنغهام بإنجلترا وقد راودها كثيراً سؤال: كيف ولماذا يفشل الجهاز المناعي في التعرف على البصمة الوراثية الخاصة لبعض خلايا الجسم أو أنسجته ويبدأ في مهاجمتها ويحدث المرض المناعي الذاتي مثل ما يحدث لدى مرضى التهاب المفاصل والذئبة الحمراء والسكري من النوع الأول؟، ومن هنا بدأت في العمل على اختراعها الذي تتطلع إلى تبنيه من قبل إحدى الشركات لإنتاج عقار طبي يساعد في القضاء على معاناة المرضى المصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية.
وأشارت الدكتورة سارة البقمي أن لجامعة الطائف دوراً كبيراً في ما وصلت إليه من إنجاز، حيث كانت الجامعة على مستوى عال من الدعم والمساندة لها خلال ابتعاثها إلى إحدى أفضل الجامعات العالمية المتميزة لمواصلة دراستها لمرحلتي الماجستير والدكتوراه وللاستفادة من الخبرات التعليمية والبحثية الموجودة في أعرق الجامعات، وأن دور الجامعة في الدعم لم يتوقف عند مغادرتها المملكة، بل إنه كان هنالك متابعة أكاديمية للتأكد من تزويدها بالدعم اللازم لتحقيق أهداف الجامعة الأكاديمية بالشكل الذي يجعل الجامعة في مقدمة الجامعات السعودية التي تستثمر في العقول البشرية لتحقيق ريادتها في العملية التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
يُشار إلى أن الدكتورة سارة البقمي مثلت جامعة الطائف بشكلٍ مشرف في العديد من المحافل والمؤتمرات العالمية المقامة في أعرق الجامعات مثل جامعة كامبريدج، أكسفورد، مانشستر، أمبريل كولج، وكذلك حصلت على جائزة عالمية كأفضل بحث وعرض تقديمي لفئة الباحثين الشباب من جامعة بادوا- البندقية – إيطاليا، وقد تم تكريمها من قبل سفير المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز نظير تفوقها وتميزها الدراسي خلال فترة الابتعاث.