أ.د سالم امحمد المجاهد
أن نجاح أي برنامج لرعاية وتنمية المتفوقين والموهوبين في أي مجتمع من المجتمعات يقوم على عدة عوامل من أهمها، مدى فاعلية طرق وأساليب الكشف عن أولئك الذين يتوقع نجاحهم في أي برنامج يستهدف تنمية قدراتهم ورعاية مواهبهم وابداعاتهم.
أن عملية الكشف عن الموهوبين والمتفوقين ليست بالأمر السهل التي يمكن القيام بها بصورة عرضية أو مرتجلة، بل من الأمور الخطيرة والمقعدة التي تحتاج الى تخطيط علمي دقيق، من قبل اختصاصيين على معرفة واطلاع علمي بكل ما يتعلق بقضايا الموهوبين والمتفوقين بشكل عام، وطرق وأساليب الكشف عنهم على وجه خاص.
فبقدر حساسية أدوات الكشف ونجاعة الإجراءات المتبعة في اختيار الموهوبين والمتفوقين، بقدر ضمان عدم الوقوع فيما يعرف بأخطاء عملية الكشف، حيث يتم اختيار طالب غير جدير بالالتحاق بالبرنامج، او لا يستفيد من التحاقه بالبرنامج أي ما يعرف القبول الزائف False Positive، أو اسقاط طالب له من القدرات والاستعدادات الحقيقية التي تجعل منه طالباً موهوباً وحرمانه من البرامج المقدمة وهو ما يعرف بالرفض الزائف False Negative.
ولذلك نجد أن موضوع الكشف عن الموهوبين والمتفوقين وانتقائهم من أكبر التحديات التي تواجه النظم التعليمية في العالم اليوم من أجل رعايتهم وتوظيف ما لديهم من قدرات واستعدادات.
موضوع في بالغ الأهمية
الكشف وحده غير كاف بل يجب السعي للمرافقة والمتابغة وكذا المساعدة على سقل الموهبة.
لقد عانيت مع أبنائي أكثر من 15 سنة بسبب التجاهل ورفض المساعدة من أية جهة كانت حكومية أو غير ذلك.
وهو الرفض الزائف كما تفضلتم بتعريفه.
للذكر أن أبنائي تعلما اللغة الألمانية في سن مبكرة ججا قبل دخول أبواب المدرسة وذلك عن طريق متابعة برامج الأطفال على الفضائيات الألمانية.
فولدي عبد الجليل مثلا متحصل غلى شهادة معهد غوتة الألماتي : Goethe institut C1 التي تمثل المستوى 5 من أصل 6 مستويات معتمدة ومتداولة من طرف الإتحاد الأوروبي.
هذا المستوى الراقي إظافة إلى التفوق الدراسي يثبت أن إبني موهوب بجدارة.
لكن للأسف هو يعاني من التهميش والإهمال وعدم المبالاة.
هكذا تهدر وتضيع المواهب في بلدي الجزائر!!!