إنَّ مفاهيمَ النجاحِ تختلفُ من شخصٍ إلى آخر, وتتعددُ التعاريف ليتخذَ كلٌّ منَّا تعريفاً مختلفاً ومناسباً له,…..
أما التعريفُ الذي اتخذَهُ عامر الدرابسة فكانَ مختلفاً, حيثُ كانَ يؤمِنُ بأنَّ نجاحُهُ الحقيقي ليسَ سوى تحقيق ذاتِهِ في مكانٍ لطالما حَلُمَ بِهِ, ألا وهوَ دراسةُ تخصُّصِ الهندسةِ الكهربائيةِ والتوسُّع في هذا المجال, حيثُ درسَ في الثانويةِ العامةِ في فرعِ الصناعيّ ليتَمكَّنَ مِنْ الالتحاقِ بكليةِ الهندسةِ فيما بعد لكنَّهُ لمْ يتمكنْ مِنْ تحقيقِ حُلُمه وذلكَ لأنَّهُ لمْ يستطِع النجاحَ في المواد التي تؤهِلُهُ للدراسةِ في الجامعة, فقررَ الانتقالَ إلى سوقِ العملِ لممارسة مهنة الكهرباء, ثُمَّ فيما بعد في مجالِ البحثِ والتنقيبِ والحفرِ عن النفطِ والغاز, لكنَّ حُلْمُه في أنْ يصبحَ مهندساً ناجحاً يوماً ما لم يغِبْ عنْ بالِهِ, خاصةً عندما بدأَ يؤمِنُ بأنَّهُ على مقدرةٍ من فعل ذلك, وتحقيق ما يطمحُ إليه, وازدادتْ دافعيَتَهُ للاجتهادِ والمثابرةِ عندما رأى أصدقائه الذينَ تمكنوا من تحقيقِ أحلامهم وأهدافهم في الحياة وتحقيق ذواتِهم أيضاً.
منذُ ذلكَ الوقت بدأَ بإعادةِ دراسةِ الثانويةِ العامةِ ولكنْ بفرعٍ أخر, بالفرعِ العلمي, وقدْ تمكَّنَ من تحقيقِ النجاحِ والإلتحاقِ بِكليَّةِ الهندسةِ الكهربائية في جامعةِ الحسين بن طلال, لَكِنْ وبسببِ المصاريفِ الدراسيةِ العالية, قررَ التقديمَ على المنح خارج الأردن, وقدْ تمكَّنَ منَ الحصولِ على منحةٍ لدراسةِ هندَسَةِ التصميمِ وبناء الطائرات والهليكوبتر في جامعةِ أوليانوفسك التقنية الحكومية في روسيا في سنة 2014, وطائِرَتُهُ التي استقلَّها للطيرانِ لروسيا كانتْ الأساسَ لأبرزِ إنجازاتِهِ في ماهية هذهِ الوسيلة وتصميمها.
مع بدايةِ عامِ 2015 شاركَ عامر في منتدى التنشئة الاجتماعية للطلابِ الدوليينَ في جمهوريةِ تتارستان, أما في عامِ 2016 بدأَ عامر بالسعي نحوَ أهدافِهِ وتحقيقها واحدةً تلوَ الأخرى, حيثُ شاركَ في المؤتمرِ العلميِّ والعمليّ المخصص لليومِ الدُّوَلي للطيرانِ وعِلم الفضاءِ والذكرى 55 لرحلةِ رائدِ الفضاء يوري غاغارين في جامعةِ أوليانوفسك التقنية الحكومية, ثمَ شاركَ في منتدى الشبابِ في روسيا ” تافريدا” للكتّابِ الشبابِ والشعراءِ والنُّقادِ في شبهِ جزيرةِ القرم, وبسببِ اهتمامِهِ بالإعلامِ والحياةِ الاجتماعية فقدْ شاركَ في مسابقةِ وسائل الإعلام “التصوير الاجتماعي” حيثُ قَدَّمَ أفضلُ صورٍ من الجوانبِ الاجتماعية للمجتمعِ في معهدِ موسكو للثقافة.
أمَّا عامَ 2017 فقدْ كانَ عاماً زاخراً بالإنجاز, فقدْ شاركَ في المؤتمرِ العلميِّ الأول بعنوان ” مشاكلَ وآفاقِ العلاقاتِ لشركاتِ الطيرانِ العنقودية ” في معهدِ تقنيات الطيران والإدارة في موسكو, والمؤتمرُ العلميُّ والعمليّ المخصص لليومِ العالميِّ للطيرانِ والملاحةِ الجويةِ في مدينةِ أوليانوفسك, بالإضافةِ لمشاركاتِهِ في : المنتدى المتخصص للشبابِ بعنوانِ ” استراتيجيةُ الطاقةِ في عامِ 2030 لتطويرِ قطاعِ الطاقةِ العالمي” في جامعةِ كازان الاتحادية في مدينةِ كازان, المؤتمرُ العلميّ الدولي العاشر للطلابِ الدوليين في جامعةِ موسكو الحكومية, والمهرجان العالميّ التاسع عشر للشبابِ والطلابِ في مدينةِ سوتشي.
وبما أنَّهُ كانَ يمتَلِكُ الأفكارَ للمشاريعِ المستقبليةِ الرائعة وحبه الكبير للتحدي , فقدْ شاركَ بالعديدِ من المسابقات، مثل: المسابقةُ الدوليَّةُ للطلابِ وطلابِ الدراساتِ العليا للعملِ التنافسيّ في مدينةِ موسكو, مسابقةُ العلوم الطبيعيةِ والمشاريعِ الهندسيةِ في مدينةِ سانت بطرسبرغ, ومسابقةُ أنشطة البحثِ العلميّ في جامعتِه.
أما المسابقةُ التي أجرَتْها شركةُ الطائراتِ المتحدة, مسابقةُ مستقبلِ الطيران (الأعمالُ الهندسية للطلابِ والمتخصصينَ الشباب) حيثُ تقومُ فكرةَ المسابقةِ على تطبيقِ المعارفِ في حلِّ المشاكلِ العالميةِ لبناءِ الطائرات, وتطبيق واسع من التقنياتِ الإلكترونية وإحداثِ الحلولِ الإلكترونية, حيثُ قَدَّمَ الدرابسة مشروعين: الأول في تصميمِ وبناءِ طائراتٍ حديثةٍ وفريدةٍ من نوعِها وحَصَدَ المركز الثاني لهذا المشروع, أما مشروعُهُ الثاني ” الطائرةُ الخضراء ” فهوَ مشروعٌ تكنولوجيٌّ للحصولِ على أفضلِ طائرةٍ بدون أضرار على البيئة, وحَصَدَ المركز الثالث فيه, وقدْ نالَ المركز الأول في المسابقةِ وكانَ الطالبُ العربيُّ الوحيدُ آنذاك, وفي نهايةِ 2017 قَدَّمَ مشروع إنشاءَ جناحٍ صغيرٍ لمركزِ الشباب للابتكارِ والإبداع.
يؤمِنُ الدرابسة بمقولةِ ” منْ جدَّ وجد, ومنْ سارَ على دربِ النجاحِ وصل”, أما رسالتَهُ التي يُريدُ توجيهها للشباب, خاصة الشباب العربي, فتتلخص ” دربُ النجاحِ طويلٌ وشاق, ولا تتوقف أبداً عندَ أولِ مشكلةٍ أو عَقَبة تواجهك, ولا تتوقف عَنْ تحقيقِ نجاحِكَ ولا عَنِ المحاولة, وأسعى للأفضليةِ والنجاحِ دائماً ليعرِفَ العالمَ عن أفكارِ وإصرارِ شبابِنا العربيّ”.
هاشتاق عربي – آية لبيب التميمي