تعتبر الجمهورية التونسية إحدى الدول التسعة التي شارك ممثلوها في تأسيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين عام 1996 ومقره المملكة الأردنية الهاشمية، وتوثيقاً للصلات العلمية والتربوية بين أعضاء المجلس العربي من الدول العربية المختلفة لتسهيل تبادل الخبرات العربية فيما بينهم في مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين، استجاب المجلس لدعوة الرئيس المؤسس للجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين، الأستاذ الدكتور يوسف المرواني للمشاركة في إفتتاح أعمال المؤتمر العلمي الدولي الخامس الذي عقد في سوسة – الجمهورية التونسية من 1 – 3 نوفمبر 2018.
بحضور الأستاذة هيام الحويطي المدير التنفيذي للمجلس نائباً عن رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين، وكانت قد ألقت كلمة رئيس المجلس الأستاذ الدكتور فتحي جروان في حفل الإفتتاح الذي عبر فيها عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر انطلاقة قوية ونقطة تحول نوعية في تسليط الأضواء على قضية حيوية عنوانها ” مستقبلنا مرهون باستثمار عقول أبنائنا وبناتنا الموهوبين ” كما أكد أنه لدينا الخامة والاستعداد، ولكنها بحاجة لمن يكشف عنها ويرعاها وفق خطة استراتيجية تبدأ بمؤسسات التربية والتعليم ووضعها كأولوية.
وسلمت الأستاذة هيام الحويطي أ.د. يوسف المرواني رئيس الجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين، درعاً تقديرياً من المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين، لجهوده المبذولة في خدمة الموهوبين في تونس.
وكان قد شارك في أعمال المؤتمر عدد من أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس، الدكتورة وصال الدوري عضو الهيئة الإدارية ممثلاً للمجلس في العراق الشقيق و أ.د. هدى بيبي عضو الهيئة الإدارية ممثلاً للمجلس في لبنان الشقيق، و الدكتور عبد القادر اللموشي عضو الهيئة الإدارية ( سابقاً ) ممثلاً للمجلس في الجمهورية الليبية، وقد شاركوا بتقديم أبحاث وأوراق عمل وعروض تعريفية عن التجارب العربية في رعاية الموهوبين والمبدعين في بلدانهم.
وفي ختام فعاليات المؤتمر سلم أ.د. يوسف المرواني رئيس الجمعية التونسية، درعاً تكريمياً للمجلس العربي لمشاركته في أعمال إفتتاح المؤتمر تسلمته أ. هيام الحويطي، واستلمت أيضاً شهادة شكر وتقدير من رئيس الجمعية التونسية ومن رئيس المعهد الدولي للعلوم العصبية التربوية تثميناً لجهودها ومتابعتها ومشاركتها لأشغال المؤتمر، بصفتها نائباً عن أ.د. فتحي جروان رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين.
كلمة المجلس العربي الأستاذ الدكتور فتحي جروان
في المؤتمر العلمي الدولي الخامس للموهوبين
الجمهورية التونسية
1/ نوفمبر 2018
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
سعادة الأستاذ الدكتور يوسف المرواني،
الرئيس المؤسس للجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين،
سعادة ممثلي الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية،
أصحاب السعادة المشاركين والمشاركات والضيوف الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أرجو أن تسمحو لي نيابة عن رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين الأستاذ الدكتور فتحي جروان، وأعضاء الهيئتين الإدارية والعمومية للمجلس، وبالأصالة عن نفسي أن أتقدم بخالص الشكر والتقديرللأخ الدكتور يوسف المرواني على دعوته لنا للمشاركة في هذا المؤتمر الذي نأمل أن يكون انطلاقة قوية ونقطة تحوّل نوعية في تسليط الأضواء على قضية حيوية.
عنوانها
” مستقبلنا مرهون باستثمار عقول أبنائنا وبناتنا الموهوبين”
وقد كانت تونس العزيزة إحدى الدول العربية التسعة التي شارك ممثلوها في تأسيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين عام 1996 ومقرّه الأردن،كما أتقدم بالشكر والتقديرلأسرة الجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين على جهودهم في الإعداد والمتابعة لبرنامج عمل هذا المؤتمر.
الإخوة والأخوات الكرام،
إننا نعيش في عصر الاقتصاد المعرفي والرقمي والافتراضي، والذكاء الاصطناعي، أو عصر اللامعقول، نظراً لسرعة التغيرات والتحولات التي تطال جميع جوانب حياة المجتمع، لدرجة أصبح من الصعب وربما من المستحيل السيطرة عليها، حتى من قبل الدول التي احتضنت الأدمغة التي ساهمت في إحداث هذه التغييرات، حقّاً كيف يمكن السيطرة على التبعات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والمهنية وغيرها، إذا كانت كل معارف البشرية اليوم تتضاعف كل سنة أو أقل كما يقول الباحثون وعلماء المستقبل؟
إنّنا نواجه مشكلات غير مسبوقة، ولم تعد تنفع معها الحلول المعتادة أو التقليدية، وليس أمامنا خيار سوى الاستثمار في عقول ابنائنا وشبابنا من الرواد والمبدعين على مقاعد الدراسة في التعليم العام والجامعي، لأنها الأقدر على إيجاد حلول ناجعة وإبداعية لمشكلات غير مسبوقة في شتى المجالات.
وهذا يعنى أنّ لدينا الخامة أو الاستعداد، ولكنها بحاجة لمن يكشف عنها ويرعاها وفق خطة استراتيجية تبدأ بمؤسسات التربية والتعليم ووضعها كأولوية.
ولا أعتقد أننا نختلف على حقيقة أنّ ما توصّلت إليه البشرية عبر تاريخها، كان ولا يزال نتاج عقول حباها الله بقدرات غير عادية، وجدت من يرعاها في الأسرة والمدرسة والجامعة في مجتمعات تقدّر الموهبة والإبداع، بل وتستقطبهم من كل بقاع المعمورة بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين.
أيّها الحفل الكريم،
إنّ ممتلكات شركة “مايكروسوفت” من أبنية وأجهزة ومكاتب وأثاث تُقدّربعشرات الملايين من الدولارات، لكن قيمة “مايكروسوفت” السوقية تتجاوز 700 مليار دولار، كما تتجاوز قيمة شركة فيسبوك 650 مليار دولار، وهكذا حال شركات الاقتصاد المعرفي أو شركات الأدمغة التي تنتج المعرفة.
وهناك كثير من الرواد والمبدعين العرب الذين لديهم القدرة على إنتاج المعرفة وتوظيفها، وربما استثمرت طاقاتهم في حدودها الدنيا، وفي هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى دراسة حديثة أجريت من قبل الاتحاد الأوروبي حول ترتيب دول العالم بالنسبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مؤسساتها الحكومية والأهلية، فكانت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى والصين في المرتبة الثانية، أين نحن من هذه الدول؟؟.
مرة أخرى أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأسرة الجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين بقيادة الزميل الأستاذ الدكتور يوسف المرواني، على جهودهم في مواصلة المسيرة الوطنية في تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية التي تتناول المستجدات على المستويات الإقليمية والدولية، وكيفية الإستفادة منها في رعاية أبناء تونس الموهوبين وتأهيل الكوادر التعليمية العاملة معهم حسب المعايير الدولية، وآمل أن نلقاكم في المؤتمر القادم وقد استجابت الدولة من خلال الوزارات المعنية بافتتاح مدارس خاصة للطلبة الموهوبين والمتفوقين أكاديمياً، ولكل الذين استجابوا للدعوة بالمشاركة او الحضور، ولكل الذين عملوا طوال الفترة الماضية في الإعداد والتحضير لجمع هذه النخبة من القياديين والأكاديميين والتربويين للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر.
وختامًاً أشكركم جميعا وأتمنى لمؤتمركم كل التوفيق والنجاح،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توصيات المؤتمر العلمي الدولي الخامس
المنعقد بسوسة ( الجمهورية التونسية) من 1 الى 3 نوفمبر 2018م
الجمعية التونسية للتاطير التربوي للموهوبين
والمعهد الدولي للعلوم العصبية التربوية
نظّمت الجمعية التونسيّة للتّأطير التربوي للموهوبين بالتعاون مع المعهد الدولي للعلوم العصبية التربوية المؤتمر العلميّ الدولي الخامس من 1 الى 3 نوفمبر 2018 بمدينة سوسة بالجمهورية التونسية.
وقد ساهم في أشغال المؤتمر خبراء وأكاديميون في مجالات علم النفس وعلم النفس التربوي والطبّ النّفسي للأطفال والمراهقين و المتخصّصون في مجال الموهوبين من الجزائر والاردن والعراق وليبيا ولبنان والعربية السعودية والبحرين و الكويت وفلسطين و تونس بالاضافة الى حضور ممثل عن المجلس العربي للموهوبين في شخص أ. هيام الحويطي.
و اختتمت الندوة اعمالها بتبني التوصيات التالية :
1- الاستفادة من العمل الكبير الذي قام به المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين والتجربة الثرية التي اكتسبهاعلى مدى عقود والمساهمة في تطوير أدائه الى الأفضل بما يخدم اهدافنا المشتركة ويثمن المبادرة الهامة للمجلس والمتمثلة في تكوين “لجنة الاختبارات والمقاييس ” من أجل تطوير الاختبارات النفسية المعتمدة في البلدان العربية.
2 . تأخذ الجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين على عاتقها في المدى القريب مواصلة التعريف بأهدافها في مختلف المناطق التونسية والمساهمة في التثقيف والتكوين في صفوف المربين ومضاعفة عدد مكاتب الانصات والارشاد كلما تحقق تكوين نخبة من المختصين في هذا المجال ليكون النفع حاصلا والتدخل النفسي مناسبا لكل حالة.
3- دعوة خاصة من الجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين الى وزارة التربية التونسية الى بناء استراتيجية متكاملة تحترم المرحلية في تنفيذها دون ارتجال أو تسرع ينطلق من التوعية بأهمية رعاية الموهوبين الى تكوين المعلمين المدعويين الى مرافقة التلميذ ذي القدرات العالية سواء في الفصل ضمن أقرانه أو في أقسام خاصة الى تكوين الموجهين ( المتفقدين) وبالتوازي اعداد البرنامج الافرادي ( الخاص) بهذه الشريحة من الأطفال حسب الصيغة المختارة ( اثراء أو تعمق أو تجميع أو تسريع أو المزج بين بعضها الخ ) شرعيته ونجاعته.
4- بعث هيكل مغاربي فاعل يعمل على الدفع بقضية الموهوبين الى الأمام في بلدان المغرب العربي الكبير لما تتوفر فيها من قدرات علمية وثقافية وابداعية في هذا المجال الحيوي وتسهم في اثراء التجربة العربية في هذا المجال .
5- دعوة الجامعات العربية الى بعث اختصاص ” رعاية الموهوبين وذوي القدرات العالية” لتوفير الاطر التربوية الكفيلة بمرافقة الموهوبين.
6- التفكير الجدي على مستوى الدول العربية في الحد من هجرة الادمغة العربية من ذوي المواهب والقدرات العالية ليسهموا في بناء المجتمعات العربية.
7- مواصلة استعراض التجارب العربية في رعاية الموهوبين خلال المؤتمرات المقبلة للاستفادة من هذه التجارب وتحقيق الانسجام بينها بما يوفر امكانية تكييفها مع مختلف المنظومات التربوية العربية والاسهام الفاعل في المجهود العربي الهام الذي يقوم به المجلس العربي للموهوبين وغيره من منظمات المجتمع المدني.
8- الترحيب بتوقيع عقد شراكة بين المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين والجمعية التونسية للتأطير التربوي للموهوبين وتشجيع مختلف المنظمات والجمعيات العربية على النسج على منوال هده المبادرة لتحقيق انجازات مشتركة تهدف الى اثراء التجارب العربية في مجال رعاية الموهوبين.
9- يقترح المشاركون تنظيم ندوة علمية دولية عربية كل سنتين في تونس لتسريع الاصلاحات في هذا المجال وتطويره.
عن المشاركين في المؤتمر العلمي الدولي الخامس
بسوسة ( الجمهورية التونسية) في 3 نوفمبر 2018
رئيس المؤتمر
الاستاذ يوسف المرواني