قدم الأستاذ الدكتور فتحي عبدالرحمن جروان رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين، الرئيس الفخري للمرتمر العلمي الدولي الثالث عشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين، كلمته في حفل افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الثالث عشر، بمقر جامعة الدول العربية، صباح يوم الخميس الرابع عشر من آذار2019.
رحب بداية بمعالي رئيس جامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، نائبا عنه الدكتورة إيناس مصطفى الفرجاني، وتوجه بالشكر والتقدير لسفير المجلس العربي في المملكة العربية السعودية القائد الدكتور زهير غنيم منسق العلاقات الخارجية للمؤتمر، والأستاذة هيام الحويطي المنسق العام للمؤتمر، ولجميع القائمين على ما قدموه من جهود كبيرة للإعداد المؤتمر.
كما تقدم بالشكر لجميع سفراء المجلس العربي في الوطن العربي على جهودهم في الاتصالات لدعم جهود المجلس، وللسيدة الفاضلة الأستاذة مريم حسن عمر المدير التنفيذي المفوض للهيئة القومية لرعاية الموهوبين في السودان، وللدكتور محمد الرواس أحد المؤسسين لحركة رعاية الموهوبين في مكة المكرمة وما حولها، ولجميع المشاركين والباحثين والحضور الذين تحملوا نفقات السفر للحضور والمشاركة وإعداد البحوث لمناقشتها في المؤتمر.
وأكد الأستاذ الدكتور جروان، أن هذا اللقاء يعقد على مدى ربع قرن من تأسيس المجلس العربي منذ عام 1996، الذي كان مجرد فكرة بمبادرة بعدد من الأكاديميين العرب تم تأسيسه والإعلان عنه في ذلك الوقت من ثماني دول عربية، كانت من بينها جمهورية مصر العربية في الوقت الذي لم يكن فيه أي حديث عن الإبداع أو الموهبة أو رعاية الموهوبين بتأكيد من التقريرالذي قدمه منتدى الفكر العربي برئاسة سعد الدين جمعة من مصر، الذي أجرى دراسة بتمويل من الأردن بعد مراجعة كلٍ من أنظمة التربية والتعليم في الوطن العربي، ولم يجدوا أي موضوع أو فكرة تتعلق بالموهبة والإبداع والتفوق آنذاك، ولديه النسخة الأصلية من هذا التقرير، كما أكد على ضرورة الاستفادة من الماضي والافتخار فيه ليكون نقطة انطلاق لمستقبل أفضل للطلبة الموهوبين والمبدعين.
وقد كان أ. د. فتحي جروان المؤسس الأول لمدرسة اليوبيل عام 1993 في الأردن، وهي المدرسة الأولى عربيًا والحادية عشر على مستوى العالم، وأكد على تعاون المجلس مع العديد من المؤسسات التربوية الحكومية والأهلية في الوطن العربي لنشر ثقافة الموهبة والإبداع، حيث أصبح الآن ممثلون له في كافة الدول العربية ، كما ساعد المجلس العربي في إقامة مدارس وبرامج مستقلة ومتنوعة لرعاية الموهوبين في الأردن، سوريا، السودان، اليمن، العراق، الكويت، السعودية، الإمارات، والجزائر، وكان هذا بفضل دعم المهتمين بالطلبة الموهوبين ورعايتهم.
وأطلق أ.د. فتحي جروان على هذا العصر عصر اللامعقول، لأن ما يحدث فيه لا تستطيع أن تتنبأ به بالمنطق والتفكير النقدي نظرًا لسرعة التغير الذي يطال جميع جوانب الحياة، ولا يستطيع القائمون على هذا التغيير السيطرة عليه لأن ما يحدث أكبر بكثير مما يمكن أن يتوقعه أي شخص، كما نوه إلى دراسة تم نشرها قبل حوالي شهر في الاتحاد الأوروبي تشير إلى تصنيف دول العالم في تطبيقات الذكاء الإصطناعي لم يذكر اسم أي دولة عربية فيها، فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية الأولى والصين الثانية.
وأضاف أننا نواجه العديد من المشكلات التي لم تعد تنفع معها الحلول التقليدية أو المعتادة لأنها مشكلات غير مسبوقة فهي تحتاج إلى حلول إبداعية وليس لدينا خيار سوى الاستثمار في عقول أبنائنا من الموهوبين والمبدعين على مقاعد الدراسة في التعليم العام والجامعي، الذي لا يزال يوصف بالتعليم التربوي البنكي، ويقصد به تخزين المعلومات واسترجاعها على ورقة الاختبارات، وهذا هو التعليم الحالي في كل الوطن العربي، انطلاقاً من خبراته المتعددة في الوطن العربي وأشار بأن علينا أن نتصدى لهذه المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لها بفكر العقول المبدعة في العالم العربي وما أكثرها إلا أنها لا تلاقي الاهتمام والرعاية فهي تتعرض للتهجير والطرد إلى خارج البلاد ويتم الترحيب والاستقبال لها في الدول المتقدمة، وذكر مثالاً على ذلك وجود العديد من العلماء العرب يعملون في وكالة ناسا ووكالة تكنولوجيا المعلومات في بولاردو وفي كاليفورنيا.
وتوجه بسؤال لجميع التربويين والحضور ما الذي فعلناه في مدارسنا وجامعاتنا من أجل عشرات الآلاف من طلبتنا الموهوبين والمبدعين من خلال دراستهم وبعد تخرجهم في الدول العربية ؟
نكرمهم فقط في نهاية السنة الدراسية.!!
نمنحهم الجوائز والشهادات التقديرية.!!
هل نتابعهم؟
لا أبدًا لا تتم المتابعة لهم.
كما أكد أن المجلس العربي منذ ربع قرن يعقد مؤتمراته المتخصصة في مجال الموهوبين والمبدعين وهو ما زال مستمر بعقدها، ويحرص على تنفيذ التوصيات عن تلك المؤتمرات وتركها للبحث والحوار والنقاش بين الباحثين، ونأمل أن يتم استثمارها على أرض الواقع. ومن المهم استثمار ما يردده قادة الدول العربية من عبارات تخدم أهدافنا وتلتقي معها حتى ترتقي إلى مستوى الطموح الذي يتطلع له كل المخلصين الحريصين على أن يكون لهذه الأمة بصمات واضحة في عالم الاقتصاد المعرفي.
وفي الختام أكد أن رفع شعار رعاية الموهبة والإبداع، لا شك أنه يحتاج إلى عقول مؤمنة باستثمار هؤلاء، وتقدم بالشكر والتقدير لرعاة المؤتمر كافة والباحثين والتربوين والقائمين على اعداد المؤتمر ولكل الذين استجابوا للدعوة من المشاركين والحضور، وخص بالشكر كل الجهات الداعمة لهذا المؤتمر من جمهورية مصر العربية، جامعة الدلتا وقناة اقرأ، ومن المملكة العربية السعودية، مدارس البسام ومدارس الحسام، وأكد على استعداد المجلس العربي لتقديم كل الاستشارات والخدمات لأي جهة تقدم دعمًا لهذا المجلس.