أما ما يتعلق برعاية الموهوبين فارى انها مسؤولية جماعية يجري تقاسمها بين البيت ومؤسسات الإعداد والتكوين، وبعض مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة مثل الأندية الرياضية والثقافية والعلمية ، والمعارض والمؤتمرات ، والمهرجانات والندوات التي تعقد في المراكز الثقافية والتجارية والصناعية والتي تسهم في توفير فرص الاحتكاك المباشر بها وبالأنشطة التي تقيمها ذات العلاقة بالموهبة الخاصة بالفرد الموهوب
فضلا عن المؤسسات والمراكز المتخصصة التي تعدّ لغايات رعاية الموهوبين واتاحة الفرصة لكل واحد ممارسة موهبته القائمة لديه، وتطويرها بإشراف خبراء ومتخصصين في هذا الشان، وتبر نشاطات وتطبيقات تنمي ما لديهم من مهارات ذات علاقة ، وتنمية ميلهم لتطوير مواهبهم عبر التفاعل البناء مع أقرانهم في المجتمع الذي يعيشون فيه، وهناك مراكز استشارية ومراكز بحث وقياس خاصة بالفائقين والموهوبين تعنى بالكشف والتدريب . فضلا عن بعض مؤسسات الدولة التي تعني بتوجيه الموهوبين الى مجالات مواهبهم لمواصلة تعليمهم العالم والدراسات العليا ، او انخراطهم في سوق العمل او في مراكز البحث ليكونوا نواة لعلماء الامة يقودون حركة البناء والإعمار والاختراعات في مجالات الحياة كافة ،
ولا يختلف اثنان في ان فئة الموهوبين من طلبة المدارس والجامعات هم الرصيد البشري المهم في نهضة الامة وتقدمها العلمي والحضاري ، وهم أدوات الريادة في عصر التقانة والمعلوماتية ، ولذا قلت ولا ازال قائلا ان أي مشروع نهضوي للامة يتطلب توظيف فئة الموهوبين لانهم الأقدر على التطوير واقتراح الحلول لكثير من المشكلات التي تواجه الامة وتعيق تقدمها. . فهم العقل الوطني والمخزون المعرفي الذي تحتاجه الامة في مواجهة الفقر والبطالة ، ووضع الخطط والتصورات الإبداعية اللازمة لإحداث التغييرات النوعية في المجتمع لتحسين الحياة
ولا أغالي ان قلت ان الموهوبين بما لديهم من افكار وتصورات وحلول مميزة هم المدخل الحقيقي للنهوض بالأمة ، وعلى الدول ان تعنى بهم وتضع لهم جزءًا من موازنة الدولة لإنشاء دور الرعاية المتخصصة ، ومراكز البحث ذات الصلة ، ووضع المناهج التي تتواءم وقدراتهم ، والأهداف المتوخاة من رعايتهم ، فضلا عن تمكينهم الإسهام في انتاج المعرفة بدلا من التزود بها ، وتطوير أدوات التقانة المتطورة بدلا من استيرادها وتوطينها ، وتوفير الأجواء التعلمية التعليمية التي ترقى بالتفكير ، واكتساب المهارات المتخصصة ذات الصلة بالمواهب موضع الرعاية ، وبذلك نستطيع ان نوجد في كل دولة عربية عبر هذه الفئة منظومة العلماء والخبراء والمخترعين والمصممين والمطورين من ابناء الوطن والامة . ليكونوا نواة مشروع نهضوي للامة في ظل ما تعني اليوم من تخلف وتفكك وشرذمة وتبعية
تظل مرحلة التعليم العام هي الحاضنة الحقيقية للمواهب، ورعاية الموهوبين ، ولذا وجب على معلمي المدارس وإداراتها ، اعتبار اكتشاف الموهوبين ورعايتهم احد ابرز أهدافها من عمليات التعلم والتعليم ولكي تسهم المدرسة في تحقيق هذا الهدف والنتاج المهم يجب ان تعمل على ما يلي:
١- اكتشاف الموهوبين في المدرسة وتحديد أعدادهم والصفوف التي يدرسون فيها.
٢-عقد لقاءات أسبوعية للموهوبين مع بعض الخبراء والمتخصصين في التربية الخاصةبالتعاون مع كليات التربية القربية او مع المراكز المتخصصة لتقديم أشكال العون الفني لهم
٣- عقد حوارات ومناقشات بين الموهوبين وعدد من معلمي المدرسة ممن لتخصصاتهم علاقة بالمواهب المكتشفة بقصد بلورة أنشطة عبر محتويات المواد الدراسية او من خلال محتويات خارجة عن المقرران الدراسية
٤-إسهام معلمي المواد الدراسية في تصميم أنشطة تستجيب لخصائص وسمات الموهوبين يجري تنفيذها من طرفهم مهمات بيتية،
٥- اتاحة الفرص للطالب الموهوب في صفه ابداء الآراء وإعطاء التعليقات وإلقاء الأسئلة التي يرغب في عرضها ، وتعاون الزملاء معه في ذلك ،
٦-توجيه أسئلة من المعلم للطالب الموهوب تتحدى قدراته ليعمل على توظيف موهبته في الاجابة ،،
٧- تشجيع الموهوب على عرض نتاجات موهبته من رسوم او تصاميم او نماذج او إشعار الحكايات او الغاز أمام زملائه بعد مشاهدتها من المعلم واتاحة الفرص للطلبة التفاعل بما يثري افكار الموهوب ويسهم في تطوير منتجه
٨-توجيه الموهوب ومساعدته عبر المدرسة الاتصال بالمراكز والجمعيات ذات العلاقة بما يوفر فرص تنمية موهبته وتطويرها.
٩- فتح سجل تراكمي لكل طالب في المدرسة يجري فيه حفظ أنشطة الموهوب وتدوين الملحوظات التي تشير الى تقدّمه ، بحيث ينتقل هذا السجل مع الطالب الموهوب الى الصف الذي بليه.
١٠-توجيه الموهوب لتكوين مجموعه صغيرة من اقرانه في الصف بحيث يكون قائدا للمجموعة ويجري لقاءات أسبوعية دورية داخل المدرسة يقع خلالها توليد افكار داعمة لمشاريع الطالب الموهوب ،
١١- العمل على انتاج مجلة خاصةتتضمن مقالات وافكارًا مقدمة من مجموعة الموهوبين في المدرسة ،
١٢- دعم المدرسة لمشاريع الطلبة الموهوبين المنتجةماديًا بحيث تصبح أنوية لمشاريع يجري تسويقها عبر المؤسسات المتخصصة في الدولة بحيث يشعر الطالب الموهوب انه موضع اهتمام من المدرسة والعاملين فيها.
١٣-تنظيم زيارات للطلبة الموهوبين للمؤسسات والمراكز ذات الصلة بمواهب فئة الموهوبين في المدرسة
١٤- التعاون مع أولياء أمور الطلبة الموهوبين والتنسيق معهم بخصوص ما يجب ان يفعلوه لمساعدة ابنائهم الموهوبين لبلوغ أقصى درجات التمكين من المواهب المتوفرة ، والطلب منهم تقديم الدعم النفسي والمادي وتوفير البيئة المناسبة لتنفيذ ما لديهم من نشاطات مرتبطة بمواهبهم
هذه بعض الإجراءات العملية التي يمكن ان تقوم بها المدرسة لتعميق وعي الطالب الموهوب بما لديه من أنماط سلوكية خاصة . وتطويرها وهناك كثير من المقترحات والتصورات التي يمكن تطبيقها لا يتسع المجال هنا للحديث بشأنها،
أ. د.حمدان نصر