خلق الله سبحانه وتعالى لكل واحد منا خمس حواس أساسية هي منافذ الإدراك : البصر ، والسمع ، والشمُّ، والذوق، واللمسُ. وتعمل في ضوء علاقة كل منها بالدماغ مركز السيطرة والتحكم لدى الانسان، وان رعايتها والاهتمام بها وتربيتها بكل ما تعنيه هذه الكلمة عملية مهمة وأساسية وجزء من الصحة العامة للإنسان عبر مراحل الحياة المختلفة. وهذه الحواس هي :
حاسة البصر : وأداتها العين ، بأعضائها ومنظومةالأعصاب المتوفرة ، ويمكن تربية العين ،وتدريبها وتطويرها ، عبر اتاحة الفرصة لها ان ترى المساحات الخضراء ، وان ترى شروق الشمس وغروبها ، وأنعام النظر في مشاهدة الأشياء المزركشة ، والتفاعل مع عناصر الجمال المادية والمعنوية أينما جلست ، وحيثما تحركت . ولا تسمح لعينك ان تقع على الرديء من الأشياء ، وانظر الى زرقة السماء ، والكواكب والنجوم ، ولتكن عينك عين النحلة وهكذا تكون قد الفت الجميل من عناصر الطبيعة ومما أبدعته يد الانسان.
حاسة السمع :، وأداتها الأذن ، وما اشتملت عليه من أعضاء ومنظومات عصبية فيها ، ويمكن تربية الأذن وصقل قدرتها على التلقي والتمييز والمتابعة ، ويمكن تربيتها بإتاحة الفرص لها بان تتلقى الموسيقا ، والمقطوعات الشعرية الجميلة ، والأصغاء الى تلاوة القرآن الكريم ، وسماع القصص ، ومتابعة أصوات العصافير وحفيف الأشجار ، وأصوات الرياح وصوت المطر ، وتقليد بعض الوحدات الصوتية ، وأصوات الطيور والعصافير .
حاسة الشمُ: وأداتها الأنف وما فيه من جيوب ، وأعصاب الشم ، التي تميّز نوع الروائح المتعلقات ، وما يحمل الهواء المشبع الذي يعبر فتحات الأنف الى داخل الجسم من روائح مقبولة ومستساغة او كريهة ، ولكي يبقى الأنف عاملا في عمليتي الشهيق والزفير وجب الاهتمام بصحة الأنف من حيث سلامة شعيرات الأنف التي تنقي الهواء المشبع من ناحية ، وعدم تعرضه لأنواع الالتهابات وغيرها مما يقلل من كفاءته في التمييز ، ويمكن تقوية هذه الحاسة بالتعرّض الى عمليات الشهيق والزفير بأخذ الهواء النقي ، وتجديد هواء الغرفة في البيوت والمكاتب والسيارة ، واستنشاق روائح الورود وعبق الأزهار الطبيعية والتجول في الحدائق ، وترطيب الهواء المستنشق بالمرطبات المقبولة بعيدا عن المبالغة ، فضلا عن الرعاية الصحية للأنف بصورة يومية ، وعدم التعرّض للروائح الكريهة او التي تسبب الحساسية في الأنف وملحقاته الداخلية المسؤولة عن عملية التنفس.
حاسة الذوق: وأداتها أطراف اللسان حيث الأعصاب المسؤولة عن تمييز الطعوم والمذاق من حلاوة ومرارة وساخن وبارد ، وبدون تلك الحاسة لا يستطيب الانسان ألوان الأطعمة والمشروبات ، الحلوة والمالحة والحامضة وغيرها، ولذا يتطلب من الانسان عمل تدريبات يومية صباحية لهذا العضو بإخراج اللسان للخارج أقصى ما يمكن ومحاولة تحريكه بمنة ويسرة وأعلى وأسفل وفي حركة دائرية لتحسين حركته من ناحية وتنشيط أطرافه الجانبية والأمامية الحساسة ، لزيادة قدرته على التمييز ، كما ومن المفضل ان يتذوق الانسان الطعوم من الأشياء المقبولة لتمكينه من التمييز الفعال لطعون المواد الصلبة والسائلة ، فضلا عن غسل الفم مع الأسنان لئلا يعتريه ما يقلل كفاءته في تعرف أنواع الطعوم للمواد المتناولة عن طريق الفم
حاسة اللمس: وأدواتها أطراف أصابع اليد وما نطلق عليه انامل اليد ، وطبقة الجلد العليا وما تشتمل عليه من خلايا عصبية تمكن الانسان من الإحساس بالمثيرات الخارجية من ماء وهواء وحرارة ورطوبة وغيرها من المؤثرات الخارجية ، وهذه الخلايا الجلدية في تجدد مستمر ، ولكن لابد من رعاية الجلد وأطراف الجسم عبر وسائل التنظيف ورعاية البشرة للوجه واليدين وجميع الأطراف التي قد تتعرض
بشكل مستمر الى أشعة الشمس والهواء ، والاهتمام بعوامل التشقق والالتهابات والسرطانات الجلدية ، وعدم تعريض الجلد للمواد الكيماوية الخطرة ولأنواع الحروق
ولا شك فان الاهتمام ورعاية الحواس مجتمعة او كل على انفراد هو استجابة لقول رسولنا العظيم : ان لبدنك عليك حقا ، فضلا عن دور هذه الحواس مجتمعة في تهيئة البيئة المناسبة لعمل الدماغ بصورة فاعلة ، وهي جميعها تأتمر بأمره وتعمل ضمن توجيهاته التي منحها الله وأودعها فيه ، فسلامة الدماغ من سلامة الحواس والعلاقة بينهما تأثيرية تبادلية ، والحواس أدوات الإدراك التي يستعين بها الدماغ في التمييز والفهم والتقييم وهي عملية تكاملية آلية ، وأي خلل في مراكز الأعصاب في الدماغ ينعكس ذلك على كفاءة هذه الحاسة المرتبطة بها ، فسبحان الله خالق الانسان في صورة بديعة ، ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم .
والله اسأل ان يعطيكم الصحة ويقي حواسكم وادمغتكم من الشرور والآفات