رمضان مبارك و من العايدين بظروف احسن علينا و على بيوتنا ووطننا و العالم اجمع ⭐️
اليوم، اول ايّام رمضان المبارك، يوم الجمعة، نستذكر النعم و نتذكر الاحباب الذين سبقونا للنور و السلام،
و اليوم، احدثكم عن قامة رحلت قبل ما يقارب الأسبوع، الدكتور Fathi Jarwan
فمن يعرفني، يعرف اني خريجة مدرسة اليوبيل، خريجة الفوج الاول من مدرسة اليوبيل، و الذي يعرف المدرسة و الخريجين يعرف جيدا المدرسة في سنواتها الاولى بمبنى مؤقت في عبدون حين كانت السفارة الاميركية ابعد نقطة وصول لتلك المنطقة و يعرف جيدا نجوم الفوج الاول، الذين لحقتهم أفواجا كثيرة تحمل رسالة اليوبيل في كافة أنحاء العالم و في ربوع اردننا الحبيب، نجومًا تحمل عقولا مستنيرة و قلوبا مخلصة و أرواحا شغوفة للتميز و الخدمة.
ما كان هذا لولا ضوء قنديل اليوبيل، مؤسسها و مديرها بالسنوات الاولى، دكتور فتحي جروان، الذي كان يعامل كل منا كأحد ابنائه، يحدثنا بعقل و قلب سليمين، و يمهد لنا طريق المعرفة دون حدود، خاض معنا التجربة و المغامرة بشكل شخصي،فعرفنا على كل رموز السياسة و العلم و الاعمال في الاردن و العالم فتعرفنا على الريادة، و المواطنة، و العلم الشاسع، الأدب و الموسيقى و الفنون، نستمع لهم و نناقشهم في عمر كان جل اهتمام من هم مثلنا التكيف مع اختلال الهرمونات و حب الشباب و الإجابة على الأسئلة الوجودية، و ايجاد الهوية.
اختار لنا كوكبة من الأساتذة و الأستاذات الذين لم يقلوا طموحًا و عنفوانًا عن اي منا، فاصبحوا اصدقاء الدهر لنا، كان يحدثنا لساعات عن تجربته و رحلته كأب و رفيق رحلة التعلم، كان يساند كل منا ليتألق بما يحب، فلا انسى حين كان يشجعني عند لجوئي للأدب و الكتابة و الموسيقى و الغناء، و اختارني لأؤدي أغنية الحفل الموسيقي في تدشين حجر اساس مبنى اليوبيل الدائم امام جلالة الملك الراحل الحسين رحمه الله، و كان على أتم الاستعداد بتوفير مساق الثانوية الأدبي لمعرفته بتوجهاتي التعلمية بذلك الوقت دون حكم مسبق على اكتشافي و رغبتي باني لست طالبة STEM !
أفق واسع فتحه لكل منا مع دعم و إيمان غير مشروطين،جعلت من اليوبيل زوادة لرحلة حياه كل منا، نستذكرها حتى الان و بعد ما يقارب الثلاثين سنة من تخرجنا منها.
د. فتحي، رحلت عنا عالمنا، لكن لن ترحل من قلوبنا و ذكرياتنا، عزاؤنا الوحيد انك رحلت و تركت خلفك بقعة ضوء لا تزال منيرة في الاردن باسم اليوبيل، فلا ينقطع عمل بني آدم من ثلاث، صدقة جارية، و علم ينتفع به وولد يدعو له، و اليوم، في غرة الشهر الفضيل، نستذكرك أفواج تدعو لك بالرحمة، و نمتن لعلم تركته بصرح اليوبيل، و كل منا صدقة جارية بامتنانا و علمنا و عملنا و كل ما زرعته بنا نخدم به بيوتنا وأطفالنا و عملنا و وطننا.
رحمة و سلام على روحك و نور مضيء في قلوبنا دائما 🙏
كل عام و انتم بخير ⭐️