الرئيسية / مقالات / مقالات متنوعة / خطة وطنية للعناية بالموهوبين

خطة وطنية للعناية بالموهوبين

حتى الآن لم نسمع عن أية إجراءات عملية من شأنها رعاية الموهوبين والمبدعين في المدارس،  أو حتى الجامعات والأخذ بيدهم منذ نعومة أظفارهم.
وزارة التربية والتعليم،  وحتى الجامعات في الأردن والدول العربية يقع على عاتقها مسؤولية العناية بهذه الفئات بخاصة في هذه الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه المجتمع العربي،  وأن عقد الأزمات الذي نعيشه لا يختلف عن عقد اللامعقول الذي انقضى ولعله يكون كما يقول د. فتحي جروان رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين بداية لمضاعفة جهود الخيرين والمخلصين والمهتمين من أجل توفير برامج وخدمات أفضل لأطفالنا وشبابنا الموهوبين والمبدعين في كل المجالات.
كم أتمنى أن يتم تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة المتنوعة غير التقليدية في البيت أو الروضة،  والبدء بعملية الكشف المبكر عن الموهوبين من المرحة الابتدائية وما قبلها،  كون الموهبة تبدأ منذ الصغر،  واستمرار الرعاية حتى المرحلة الجامعية كون الموهبة لا تتوقف.
في بعض الدول المتقدمة يتم اكتشاف وتأهيل وتدريب الرياضيين وهم في رياض الأطفال ويخرج بعد ذلك إلى الملاعب والمباريات الدولية عمالقة وقامات عالية في كل أنواع الرياضات.
معظم الكفاءات اليابانية التي سجلت عشرات الاختراعات تم اكتشافها في مرحلة مبكرة بخاصة في الصفوف الابتدائية.
المبدعون بالرسم وأنواع الفنون تمت رعايتهم في دول كثيرة منذ نعومة أظفارهم،  وكانوا بعد ذلك أصحاب مدارس في هذه الفنون.
المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين،  والذي اتخذ من عمان مقراً له،  مطالب بتوسيع جهوده ونشاطاته ليقوم بهذا الدور الذي عجزت عنه الحكومات،  أو تقاعست عن ممارسته،  وأن يعمل على وضع استراتيجية عربية لرعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين بمختلف مراحلهم العمرية والدراسية تتضمن آليات عمل محددة وقابلة للتنفيذ بمساعدة الأجهزة الحكومية وغير الحكومية بما يتلاءم مع تطلعات الأمة العربية في مواكبة متغيرات العصر،  ودفع عملية التنمية في مواجهة التحديات المستقبلية،  وتكون هناك مؤسسات ومراكز منبثقة عن هذا المجلس في كل دولة لتكون النموذج الحي للآخرين وليجني الوطن العربي كله ثمارها.
لقد أثبت الإنسان العربي كفاءة وقدرة،  وتفوقاً،  حتى أن أعداد الأطباء العرب الموهوبين في الولايات المتحدة الأميركية وحدها يأتي في المرحلة الثانية بعد الأطباء الأميركيين،  وأن عمدة نيويورك يفاخر حتى الآن بما حققه أحد المهندسين العراقيين في إقامة جسر للسيارات يربط بين نيويورك ونيوجيرسي دون أية أعمدة في الأرض وأن ذلك تم في العام 1936م.
إننا مطالبون،  وبكل الجدية أن تكون هناك وحدات متخصصة في وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وبإشراف فني من هذا المجلس الذي يعد هيئة عربية تربوية أكاديمية مهنية خيرية مستعجلة للاهتمام بأبنائنا ومتابعة الموهوبين والمتفوقين ودراسة ما قد يتعرضون له من مشكلات سواء في المجال العلمي أو الأسري،  أو الاجتماعي أو المادي والأخذ بيدهم،  فهم الذين سيشكلون المستقبل الواعد،  ويحققون النقلة النوعية،  في مجتمعاتهم.

عن المجلس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.